jeudi 27 février 2014

خصائص النمو في المر حلة الابتدائية



              النمو الجسدي في المرحلة الابتدائية ؟      

·        يعرف الطفل نضجا حركيا فعالا على مستوى الحركات العامة  ) المشي ، الجري ، القفز ( أما الحركية الدقيقة   )الكتابة ، الرسم ، العزف( فإنه يبقى محدود الفعالية الإجرائية نظرا لعجزه عن السيطرة النوروفيزيولوجية على العضلات والأعصاب السيكوحركية  الدقيقة فهو قادر على الكتابة مند السادسة . إلا أنه تنقصها الدقة والتماسك والسرعة والتوازن والانسجام مع فضاء الورقة .
·        الأطفال في الصفوف الابتدائية )خاصة الأولى( في حاجة إلى فترات للراحة ويطرأ عليهم التعب بسهولة نتيجة للجهود الجسمية والعقلية التي يبدلونها .
·        لا تتكيف العينان تكيفا تاما حتى يصل معظم الأطفال إلى حوالي الثامنة من أعمارهم . وينتج عن ذلك أن الكثير من التلاميذ في القسم الأول والثاني قد يجدون صعوبة في التركيز على الحروف الصغيرة أو الأشياء الدقيقة .
·        ما إن يبلغ الطفل الصفوف العليا من المدرسة الابتدائية حتى يطرد نمو المهارات العضلية لديه ويستطيع أن يسيطر على الحركات الدقيقة بأنامله ، الأمر الذي تتطلبه الكتابة والرسم والأعمال اليدوية وغير ذلك من الأنشطة التي تحتاج إلى دقة في الحركة والأداء .
·        تزداد قوة الأولاد وتحملهم ، ويستمتعون باللعب الخشن وكثيرا ما يعرضون أنفسهم للأذى والضرر .
·        تحدث زيادة مفاجئة ونمو معظم البنات وبعض الأولاد ذوي النضج المبكر . فالبنات من سن الحادية عشرة إلى الرابعة عشرة في المتوسط أطول قامة وأثقل وزنا من الذكور .
·        تصل كثير من البنات إلى البلوغ ، وتبدأ الخصائص الثانوية للجنس في الظهور ، ويشيع الاهتمام بموضوع الجنس وحب الاستطلاع . متوسط عمر البنات عند البلوغ بين 12 و 14 سنة ويتراوح المدى بين 9 و 16 سنة ، أما الذكور فالمتوسط هو 14 سنة والمدى بين 11 و 18 سنة .
·         عند الانتقال إلى بداية البلوغ والمراهقة فإن الضبط والتآزر والتنظيم الحركي يحدث بعض الاضطراب فيجعل من المراهق في البداية شخصا غير حدق فلا يصيب أهدافه الحركية بسبب التغيرات النمائية السريعة واحتياجه إلى إدراك أبعادها الجديدة .
خصائص النمو المعرفي ومتطلباته في مرحلة التمدرس
6 – 12 سنة


  • طبيعة التفكير في بداية هذه المرحلة ما زال يطغى عليه الجانب الحسي . إلا أنه تفكير حسي غير مباشر ، لأنه لم يعد ملتصقا بالإدراك المباشر ، كما أن التمركز حول الذات يحول دون صفاء إدراكه للأشياء باعتبارها موضوعات مستقلة عنه .
  • إن سن السابعة في نظر بعض السيكولوجين هي سن النقد الذاتي وسن بداية التعليل قبل القبول أو النفي . والتفسيرات التي يقدمها الطفل للأشياء ، لم تعد تفسيرات تطابق رغباته وإنما تفسيرات تحتكم إلى الواقع .
  • تفكير الطفل منذ بداية هذه المرحلة أصبح يتجاوز المحسوس المباشر ، والظواهر التي يلاحظ تؤخذ في كليتها وترتبط فيما بينها بنسق من العلاقات التي تتيح تصحيح الحدس الحسي الذي كان يؤخذ من قبل كأنه شيء مطلق .
  • يصبح الطفل قادرا على استخدام قابلية الحدس كإوالية ذهنية . وضبط مفهوم الاحتفاظ بالوزن والجسم . وكذلك مفاهيم التعدي transitivité . والتمييز بين الجزء والكل والعلاقة بينهما . بالإضافة إلى قدرته على استعمال منطق التفاضل والنسبية )أكبر من ، أصغر من ( والذي يستطيع بواسطة إقامة علاقة السلسلة sériation   الترتيبية للأشياء على أساس محددات كمية . وهذا ضروري لفهم العلاقات بين الأعداد .
  • أطفال هذه السن يحبون الكلام وهم شغفون بالتسميع سواء عرفوا الجواب الصحيح أم لم يعرفوه .
  • باكتشاف الأطفال قوة الكلمات يجربون اللغة البذيئة أو السوقية ويحاولون إثبات دواتهم عبرها .
  • أطفال المدرسة الابتدائية محبون للاستطلاع متباهون بمعرفتهم وهم في نفس الوقت سريعو الانتقال من ميل إلى آخر .
  • هناك فروق بين الجنسين في القدرات الخاصة وفي الأداء المدرسي . حيث تتفوق البنات في الطلاقة اللفظية والقراءة ، أما الذكور فيتفوقون في الاستدلال الرياضي وما يتطلب علاقات مكانية واستبصارا . ومؤقتا تحصل الفتيات على الدرجات الأعلى في المدرسة وربما ذلك ناتج عن رغبتهن في إرضاء الآخرين ، في حين يميل الذكور الى القيام بالأعمال التي تثير اهتمامهم .

  • خصائص النمو الانفعالي ومتطلباته في مرحلة التمدرس 6 – 12 سنة

    • تعرف هذه المرحلة طبيعة انفعالية هادئة نسبيا ، وذلك لدخول الطفل – حسب التحليل النفسي – في مرحلة الكمون مما يوفر ويخزن طاقته العاطفية والجنسية استعدادا لظهورها في مرحلة البلوغ والمراهقة . بالإضافة إلى الطاقة العاطفية والشحنات الانفعالية التي كانت تتمركز حول الأبوين والتي أصبحت تجد لها موضوعات أخرى تستثمرها خارج إطار الأسرة .
    • يؤدي نمو الضمير أو الأنا الأعلى إلى خلق عالم المراقبة والشعور بالذنب لدى الطفل وذلك من جراء تشريبه للأوامر والنواهي الاجتماعية . باعتبارها مؤشرا على وجود المراقبة الذاتية وبداية وظيفتها .
    • يلاحظ لدى أطفال هذه المرحلة نوع من الإحساس بالذات مما يدفعهم من حين لآخر الى نوع من التأمل الذاتي والذي يدفعهم بدوره إلى الانعزال المؤقت ولو لوقت قصير . وهي مؤشرات سلوكية لما سيظهر بشكل واضح في مرحلة المراهقة .
    • يصبح أطفال هذا العمر يقظين ومتنبهين لمشاعر الآخرين . كما يكونون حساسين للنقد والسخرية ، ويجدون صعوبة في التوافق بإدخال السرور على الراشدين ويحبون أن يساعدوا ، ويستمتعون بالمسؤولية .
    • تكون الاضطرابات السلوكية في قمتها في الصفوف الأخيرة من المدرسة الابتدائية . والأولاد أكثر مشكلات من البنات . وتفسر هذه الظاهرة في ضوء الضغوط الأسرية والتفاوت في التسامح مع السلوك عند الأطفال من طرف الراشدين . ومن المشكلات الشائعة بين الجنسين والتي كشفت عنها البحوث : الغيرة – النشاط الزائد – الرغبة في إثارة الاهتمام – التنافس والوشاية والكذب والنوبات المزاجية والسرقة . ويغلب على البنات الخجل والحساسية الزائدة والتذبذب الانفعالي .

     
 خصائص النمو الاجتماعي ومتطلباته في مرحلة التمدرس
6 – 12 سنة
  • إن الإطار الثلاثي الذي يعيش فيه  طفل التعليم الأساسي والذي يجسده المدرس والأقران والنظم المدرسية ، يمثل وسطا اجتماعيا جديدا بالنسبة له – سواء انتقل إليه من الأسرة مباشرة أو عبر الروض – يتطلب الانخراط فيه قدرة جديدة على التكيف الاجتماعي مع مختلف الأدوار .
  • يصبح التنافس في هذه الفترة ملحوظا والتباهي والتفاخر شائعا . وهي مظاهر علينا تقليصها بتشجيع الروح الرياضية وتشجيع الأطفال على التنافس مع أنفسهم .
  • يبدأ الطفل ابتداء من سن السابعة في الشعور بالرغبة في العمل مع الجماعة ويدرك أن عالم الراشدين عالم مسدود عليه . فلا يجد ملجأه إلا في اللجوء إلى عالم الأطفال حيث فرص المقارنة وإبراز القدرات في اللعب والعمل .
  • تشجيع الألعاب الجماعية في هذه المرحلة وبالتالي فرص الامتثال لقوانين الجماعة وأحكامها عن طريق الالتزام بقواعد اللعب .
  • يتعلم الطفل شيئا فشيئا انتقاد الذات ووضع النفس في مكانها اللائق ومصدر هذه الخبرة هو توفقه في إنجاز بعض الأعمال التي تكسبه المدح أو الذم . فيكتسب مفهوم النسبية ويتحرر من النظرة المتمركزة والمطلقة التي كانت تحكم رؤيته للأشياء والناس .
  • التباين الثقافي الذي ما يزال موجودا بين الأسرة والمدرسة في مجتمعنا يفرض على الطفل كذلك أن يكتسب آليات التكيف مع الإطارين معا . رغم التنافر الموجود بينهما .
  • تصبح ميول الأولاد والبنات أكثر تباعدا وقد تظهر خلافات بين الجنسين ويتنافسون في الأعمال المدرسية . وهذه العداوة يحتمل أن تنشأ من إدراك الأطفال للتمايز والاختلاف بين دور البنت ودور الولد في المجتمع .
  • في هذه المرحلة تشيع عبادة الأبطال وقد يكون البطل هو المدرس أو المدرسة أو بطل رياضي أو نجم سينمائي  أو غير ذلك .
  • يعجب أطفال هذه المرحلة باكتشاف قدراتهم على صياغة القواعد ويفضلون النظم التي يفرضها الكبار مستبدلين بها قواعدهم .
      

مقارنة بين نظريات النمو



المراحل
بياجي
فالون
فرويد
مستوى الانعكاسات
(الرضيع)
نسق من الانعكاسات والغرائز .لايفرق بين الأنا والعالم الخارجي
مرحلة الدافعية متميزة بآلية ردود الفعل
المرحلة الفمية البدائية الرضاعة تتحول من وظيفة غذائية إلى نشاط لبيدي
المستوى الانفعالي حوالي (6 أشهر)
التنسيق بين الرؤيا ومسك الأشياء
مرحلة نشاط كبير التبعية للوسط العائلي
تأثيرات المحيط وإشباع الحاجات يخلق الوجدان
المستوى الحس حركي بين      ( 18 شهر إلى 3 سنوات)
-          خطاطة الاحتفاظ
-          دوام الموضوع
-          اكتشاف الأنشطة التعميمية مثلا جر المنديل يسمح بالوصول إلى اللعبة .
الطفل يتفاعل مع موضوعات العالم الخارجي لكن بمستوى وجداني .
يساعد المشي على اكتشاف فضاء أوسع
مرحلة الاستقلال
بداية المرحلة الشرجية من (1إلى3)
تغير المناطق الشبقية يكشف تطور الجنسية الطفلية بعلاقته بالتبرز يكتشف المقبول والمرفوض
مرحلة تأكيد الذات
المستوى الأول للتمثيل من  (18 شهر إلى 3 سنوات)
بداية استدماج خطاطات الفعل كتمثلاث ميل تدريجي لبناء فضاء معيش أوسع
ظهور الوظيفة الرمزية عبر اللغة
تعطي اللغة إمكانية تسمية الأشياء وتطوير العلاقة مع المحيط العائلي إنها مرحلة ذكاء المواقف
مرحلة التحول الاجتماعي والوجداني – نمو الفضول واكتشاف الجيد علاقة بشخصية لاشعورية بداية عقدة أوديب
المستوى القبل إجرائي
 (3-6 سنوات)
الأشياء لا تدرك بعد في تراتبيتها – صعوبة تنظيم جمل بروابط منطقية
الطفل ينغلق على ذاته ويخلق شخصيته بالمعارضة
الذكاء عملي والفكر تلفيقي
تشكل العقد الوالدية تميز الأنا الأعلى وتشكل الاتجاهات الأخلاقية تحول الجنسية من الشبقية الذاتية إلى الموضوعية
مستوى التميز الإجرائي
 ( 6-7 إلى
11-12 سنة)
مرحلة العمليات المشخصة عمليات عكسية – تسلسلية تصنيفية...
القدرة على التنسيق بين عدد من المنظورات
انفتاح على العالم  القدرة على الترتيب والتصنيف والتميز القدرة على تصور أنشطة بعدية
بداية مرحلة الكمون الجنسي والعاطفي – نسيان الخبرات السابقة وجه من أوجه الكبت نقصان النزوات بسبب اكتشاف المعارف
المراهقة
(ابتداء من 11-12سنة)
مرحلة التفكير الافتراضي الاستنباطي – العمليات الصورية –القدرة على الاستدلال . النظر إلى الواقع عبر الممكن
مرحلة الرجوع إلى الذات التغيرات الجسدية والوجدانية تفرض تساؤلات جديدة
على الأنا مواجهة ضغوطات الهو بعض الميول المكبوثة تظهر من جديد قد يكون رد فعل الأنا بالزهد والفكر

العوامل المؤثرة في النمو


  الوراثة :
               تقوم العوامل الوراثية بتحديد خصائص الكائن الإنساني البنائية والنوعية بحيث يشارك أفراد نوعه في جملة من الخصائص ويتميز عنهم في الوقت نفسه . والعوامل الوراثية كذلك هي المسؤولة عن بعض الأمراض التي يصاب بها الشخص ، وتنتقل العوامل الوراثية عن طريق الكروموزمات  التي يبلغ عددها 46 كروموزوما . ويحصل الكائن الإنساني من خلال تكونه على 23 كروموزوما من أبيه ومثلها من أمه ، وهي المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية إليه .
    ومن الخصائص التي تعتبر الوراثة مسؤولة عنها الصفات الجسمية لدى الفرد كلون العينين والشعر وشكل الأنف والطول والوزن ، وغير خاف أن هناك بعض الاضطرابات العقلية التي تعتبر الوراثة مسؤولة عنها ، كما هو الحال في الاعاقة الذهنية التي تعرف بالمنغولية الناتجة عن اتحاد ثلاثة كروموزومات بدلا من اثنين في الزوج الحادي والعشرين ، ويلاحظ أن الشخص يتوفر على 47 كروموزما عوض 46 .
   البيئة :
           ا-  إن الحاجات المتوفرة لأبناء الميسورين غير متوفرة لأبناء الفقراء والأقل حظا مما يكون له انعكاس ليس فقط على جوانب التغذية والتعليم والرحلات التي توسع المدارك المعرفية وتقوي القدرات العقلية وإنما أيضا على جانب العلاقات الإنسانية ونوع الناس الذين يحتك معهم الطفل اجتماعيا وينشيء من خلال تفاعله معهم نظاما لغويا .
          ب-  موقع الطفل وترتيبه بين إخوته :  يختلف نمو الطفل بحسب ما إذا كان طفلا وحيدا في الأسرة أو طفلا له إخوة ، كما يتأثر نموه بحسب ما إذا كان ترتيبه بين إخوته الأول أو الثاني أو الثالث (...) كما أن العلاقة بين الإخوة فيما بينهم ليست سوى إعادة لتلك الأدوار التي سيقومون بها في المجتمع الكبير عندما يندمجون في أدواره .
         ج -  طبيعة التنشئة الاجتماعية :  إن أسلوب تعامل الوالدين مع الطفل وطريقة تنشئته له دور كبير في نموه وتطوره على صعيد الشخصية بوجه عام ، فنضج شخصية الوالدين يؤدي إلى التعامل السوي والمتزن مع الطفل وخلق الظروف الملائمة لنموه في حين أن الطفل الذي يعيش في جو يحس فيه بالنبذ والرفض يشعر بعدم الأمن والوحدة فينشأ وهو غير قادر على تبادل العواطف ويميل إلى جذب انتباه غيره (...) . وهكذا فأساس كل أسلوب من أساليب التنشئة الاجتماعية يلعب دورا مختلفا في تطور الطفل وتكوين شخصيته وإكسابه أساليب وآليات سلوكية دفاعية مختلفة في الحياة .
        د -   الثقافة العامة والخاصة التي يعيش فيها الطفل :  إن الثقافة التي يعيش الطفل في إطارها تمارس بدورها تأثير ا على نموه وتطوره خاصة فيما يتعلق بتكوين اتجاهاته وقيمه . ومن المعلوم أن كل ثقافة إلا ولها موقف معين في قضية من القضايا التي تخص المجتمع ونمط حياته فيما يكون مقبولا في هذه الثقافة يكون مرفوضا في ثقافة أخرى . وفضلا عن الثقافة العامة المميزة لمجتمع من المجتمعات فإن هناك ثقافة أخرى خاصة أو فرعية قد تميز فئة اجتماعية معينة داخل الثقافة العامة السائدة (...) وهي أيضا لها ثأثير في صياغة نظرة الإنسان إلى الحياة والوجود ومن ثمة تكسبه اتجاهات وقيما يسلك بمقتضاها تجاه الناس والأشياء والعالم .
- أحمد أوزي " سيكلوجية الطفل نظريات النمو النفسي ومراحله " مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء 1998 من صفحة 68 إلى 73 .

قوانين عامة للنمو


يخضع النمو لقوانين عامة تتحكم فيه وأهمها :
  * يتضمن النمو تغييرا كميا وكيفيا : فالتغير مثلا في حجم الأعضاء يتبعه تغيير في الوظيفة حيث تزداد قدرة الطفل على التحكم في أطرافه وضبط عضلاته . وإدراك هذه الخاصية يفرض على الآباء والمربين تحديد نوع التوجيهات والأوامر التي تصدر للطفل حتى تتناسب نع نوع ومدى قدراته .
  * النمو عملية مستمرة ومنتظمة : فهو سلسلة متتابعة متماسكة من التغيرات تهدف اكتمال النضج . ولا تتوقف إلا إذا أعيق النمو بسبب عائق خارجي .
 * سرعة النمو ليست متساوية : بمعنى أن هنالك فترات من النمو السريع وفترات من النمو البطيء . ففي فترة المهد يكون نمو الطفل سريعا ثم يبطئ . كذلك في مرحلة المراهقة نلاحظ تغيرات كبيرة ونموا مفاجئا في نواحي كثيرة .
  * لكل جانب من جوانب النمو معدله الخاص : مثلا لا تتعدى قدرة الطفل الكلامية ثلاث أو خمس كلمات في نهاية العام الأول ثم تقفز في سن السادسة إلى 2500 كلمة لكن النمو اللغوي يتباطأ في هذه المرحلة لأن طاقة الطفل وحماسته للتعلم تنصرف إلى المهارات الجسمية النامية في هذه الفترة .
  * النمو يسير من العام الى الخاص : مثلا في النمو الحركي يكون الشكل الأول هو الحركات العشوائية التلقائية وبنمو العضلات يصبح الطفل قادرا على الجلوس والمشي وتصبح حركاته خاصة لها أهداف محددة ومقصودة . كذلك في النمو اللغوي تحل الكلمة محل الجملة في الأول ، ثم يبدأ بتركيب الكلمات وتكوين الجمل .
  * هناك فروق فردية في مختلف جوانب النمو : ويتحدد ذلك بالعوامل الوراثية والبيئية التي تجعل مجموعة من الأطفال في أعمار متقاربة بينهم فروق من الناحية الجسمية أو العقلية أو الانفعالية . كذلك هناك فروق بين الجنسين حيث يتفوق الأولاد عموما عن البنات فيما يتعلق بالوزن في السنوات الأولى . ثم يزداد وزن البنات ويتجاوز وزن الذكور فيما بين التاسعة والرابعة عشرة . وذلك راجع الى أسبقيتهن في الدخول الى مرحلة البلوغ
  *النمو عملية معقدة تتفاعل فيها كل الجوانب : لا يمكننا دراسة النمو من ناحية واحدة ، فالنمو الجسمي يؤثر في النمو العقلي .. وإذا أردنا أن نحسن تنشئة الطفل فعلينا أن نعتني بجميع مظاهر النمو جسمية وعقلية وانفعالية واجتماعية .... الخ وذلك لتكوين شخصية ناضجة متكاملة .
* سيكلوجية النمو والاتقاء        د عبد الفتاح دويدار  - دار النهضة العربية للطباعة والنشر -  بيروت
 صفحة 41 – 45 .

mardi 24 décembre 2013

البيداغوجيا الديداكتيك المنهاج


منذ ظهور علوم التربية، والبحث متواصل من أجل عقلنة وترشيد العملية التعليمية التعلمية. ولقد استفادت هذه الأخيرة بالفعل، في كثير من جوانبها، مما وصلت إليه الدراسات والأبحاث في عدد من فروع علوم التربية، خاصة ما يتصل منها بشكل مباشر بالفعل التعليمي وبشروط إنجازه. وهكذا تم استثمار معطيات فلسفة التربية في تحديد هدفية التربية وقيمتها وإمكاناتها وحدودها. كما تم استثمار معطيات سيكولوجية التربية في تحديد أساليب التعامل مع المتعلم. وتم كذلك استثمار معطيات سيكوسوسيولوجية التربية في رصد الظواهر السيكوسوسيولوجية السائدة داخل الفصل، ووعي مستوى العلاقات بين المتعلمين والمدرس، وضبط عوامل تحسين مناخ الفصل ليكون أرضية تعلم ملائمة حقا. وتم أيضا استثمار معطيات سوسيولوجية التربية في إدراك ووعي البعد الاجتماعي الذي يتحكم في العملية التعليمية التعلمية ومختلف التأثيرات التي يحدثها فيها.

كل هذه الاستثمارات وغيرها، انعكست على العمل التعليمي داخل الفصل، فصار لزاما على الدارسين والممارسين لعملية التعليم، أن يتمثلوا عددا من المفاهيم والتصورات التي تستند إليها الممارسة التعليمية على ضوء الديداكتيك.

فما هو هذا الديداكتيك ؟ وكيف تم الانتقال من البيداغوجية إلى الديداكتيك ؟ وأي معنى للمنهاج الدراسي، من خلال أسسه ومكوناته، على ضوء الخطاب الديداكتيكي ؟

I ـ من البيداغوجية إلى الديداكتيك :
للمساهمة في تصحيح القاموس البيداغوجي المتداول من أجل تجنب الانسياق وراء ما أسماه بياجي بالتضخم السيمانتيكي Inflation sémantique، وجب الوقوف قليلا عند مفهومين أساسيين هما : البيداغوجية والديداكتيك العام، لنتناول بعد ذلك، كيفية الانتقال من الأول إلى الثاني.

1. مفهوم البيداغوجية La pédagogie:
تتكون كلمة " بيداغوجيا " في الأصل اليوناني، من حيث الاشتقاق اللغوي، من شقين، هما : Péda وتعني الطفل، و Agôgé وتعني القيادة والسياقة، وكذا التوجيه. وبناء على هذا، كان البيداغوجي Le pédagogue هو الشخص المكلف بمراقبة الأطفال ومرافقتهم في خروجهم للتكوين أو النزهة، والأخذ بيدهم ومصاحبتهم. وقد كان العبيد يقومون بهذه المهمة في العهد اليوناني القديم.

فقد أخذت كلمة " بيداغوجيا " بمعان عدة، من حيث الاصطلاح، حيث اعتبرها إميل دوركهايم E. Durkheim : نظرية تطبيقية للتربية، تستعير مفاهيمها من علم النفس وعلم الاجتماع. واعتبرها أنطوان ماكرينكو A. Makarenko(العالم التربوي السوفياتي) : العلم الأكثر جدلية، يرمي إلى هدف عملي. وذهب روني أوبير R. Hubert، إلى أنها ليست علما ولا تقنية ولا فلسفة ولا فنا، بل هي هذا كله، منظم وفق تمفصلات منطقية.

والملاحظ أن هذه التعاريف، وكثير غيرها، تقيم دليلا قويا على تعقد " البيداغوجيا " وصعوبة ضبط مفهومها، مما يدفع دائما إلى الاعتقاد أن تلك التعاريف وغيرها، ليست في واقع الأمر سوى وجهات نظر في تحديد مفهوم " البيداغوجيا ".

لذا، من الصعب تعريف " البيداغوجيا " تعريفا جامعا ومانعا، بسبب تعدد واختلاف دلالاتها الاصطلاحية من جهة، وبسبب تشابكها وتداخلها مع مفاهيم وحقول معرفية أخرى مجاورة لها من جهة أخرى. ولعل هذا ما يبرر سعي كل من غاستون ميالاري G. Mialaret وروبير لافون R. Lafon، إلى استعمال قاموس لغوي، يحاول أن يغطي ميادين متعددة متداخلة فيما بينها تداخلا شديدا. وهذا ليس بغريب، ما دامت علوم التربية لا تزال قائمتها مفتوحة لاستقبال علوم أخرى. ولكن الفعل والممارسة لا يستطيعان انتظار استكمال القواميس واستقراء المعاجم. ولهذا الاعتبار، نأخذ بوجهة نظر التي تميز في لفظ " بيداغوجيا " بين استعمالين، يتكاملان فيما بينهما بشكل كبير، وهما :
إنها حقل معرفي، قوامه التفكير الفلسفي والسيكولوجي، في غايات وتوجهات الأفعال والأنشطة المطلوب ممارستها في وضعية التربية والتعليم، على الطفل و الراشد .
إنها نشاط عملي، يتكون من مجموع الممارسات والأفعال التي ينجزها كل من المدرس والمتعلمين داخل الفصل.

هذان الاستعمالان مفيدان في التمييز بين ما هو نظري في البيداغوجيا، وما هو ممارسة وتطبيق داخل حقلها.

2. مفهوم الديداكتيك La didactique :
تنحدر كلمة ديداكتيك، من حيث الاشتقاق اللغوي، من أصل يوناني didactikos أو didaskein، وتعني حسب قاموس روبير الصغير Le Petit Robert، " درٌّس أو علٌّم " enseigner. ويقصد بها اصطلاحا، كل ما يهدف إلى التثقيف، وإلى ما له علاقة بالتعليم. ولقد عرف محمد الدريج، الديداكتيك في كتابه " تحليل العملية التعليمية "، كما يلي : " هي الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته، ولأشكال تنظيم مواقف التعليم التي يخضع لها المتعلم، قصد بلوغ الأهداف المنشودة، سواء على المستوى العقلي المعرفي أو الانفعالي الوجداني أو الحس حركي المهاري. كما تتضمن البحث في المسائل التي يطرحها تعليم مختلف المواد. ومن هنا تأتي تسمية " تربية خاصة " أي خاصة بتعليم المواد الدراسية (الديداكتيك الخاص أو ديداكتيك المواد) أو " منهجية التدريس "( المطبقة في مراكز تكوين المعلمين والمعلمات)، في مقابل التربية العامة (الديداكتيك العام)، التي تهتم بمختلف القضايا التربوية، بل وبالنظام التربوي برمته مهما كانت المادة الملقنة ".
ورغم ما يكتنف تعريف الديداكتيك من صعوبات فإن معظم الدارسين المهتمين بهذا الحقل، لجئوا إلى التمييز في الديداكتيك، بين نوعين أساسيين يتكاملان فيما بينهما بشكل كبير، وهما :
ـ الديداكتيك العام : يهتم بكل ما هو مشترك وعام في تدريس جميع المواد، أي القواعد والأسس العامة التي يتعين مراعاتها من غير أخذ خصوصيات هذه المادة أو تلك بعين الاعتبار.
ـ الديداكتيك الخاص أو ديداكتيك المواد : يهتم بما يخص تدريس مادة من مواد التكوين أو الدراسة، من حيث الطرائق والوسائل والأساليب الخاصة بها.

لكن هناك تداخل وتمازج بين الاختصاصين، بل لابد من تضافر جهود كل الاختصاصات في علوم التربية بدون استثناء. إن التأمل في أي مادة دراسية، تجرنا إلى اعتبارات نظرية شديدة التنوع : علمية، سيكولوجية، سيكوسوسيولوجية، سوسيولوجية، فلسفية وغيرها. كما تفرض علينا في الوقت ذاته، العناية ببعض الجزئيات والتقنيات الخاصة، وبعض العمليات والوسائل التي يجب التفكير فيها أولا عند تحضير الدروس، ثم عند ممارستها بعد ذلك. فلا بد من تجاوز الانفصال والقطيعة بين النظريات العامة والأساليب العملية التطبيقية. فعلينا كمدرسين، ألا نحاول الوصول إلى أفضل الطرق العملية فحسب، بل نحاول أن نتبين بوضوح، ما بين النتائج التي نتوصل إليها عند ممارسة الفصل الدراسي، وبين النظريات العامة من علاقة جدلية.

3. الانتقال من البيداغوجيا إلى الديداكتيك :
يقودنا تحديد المفاهيم إلى تفسير الانتقال من البيداغوجيا الى الديداكتيك، حيث يقول فرانسوا تيستو F.Testu، في كتابه: من السيكولوجيا إلى البيداغوجيا : " إن الوضعية البيداغوجية، تتميز في الواقع بخصوصية وغنى، لدرجة أنه ينبغي، حسب بياجي J.Piaget، معالجتها لذاتها بأكثر تجريبية ممكنة، مستعملين ميتودولوجية السيكولوجيا. وبتعبير آخر، فإن البيداغوجية التجريبية وحدها قادرة على أن تؤسس الديداكتيك".

ويتضح من هذا القول، أن البيداغوجية التجريبية هي التي كانت وراء ظهور الديداكتيك. وبناء عليه، يمكن إعادة التصور العام لحركية العلم البيداغوجي، والقول بأن الانتقال كان في البداية أصلا، من الفلسفة إلى السيكولوجيا، ومن السيكولوجيا إلى البيداغوجيا، ثم من البيداغوجيا إلى الديداكتيك. يبقى هنا أن نتساءل. هل بإمكان تجاوز الديداكتيكي للبيداغوجي ؟ وبالتالي، هل الديداكتيك يلغي البيداغوجيا ويقيم معها القطيعة ؟ أم أنه يبقى على الدوام بحاجة إليها ويشتغل لفائدتها ؟ إن هذه التساؤلات هي التي تجعلنا نعتقد أن في الإمكان تصور الحركة في الاتجاه المعاكس، أي من الديداكتيك إلى البيداغوجيا، انطلاقا من جدلية قائمة بينهما لا تلغيها انشغالات واختصاصات كل منهما.

II ـ الديداكتيك والمنهاج الدراسي :
مع تركيز الاهتمام بالمصطلح التربوي، وسعي الدارسين نحو تحديده بشكل دقيق، وتحديد ما بين كثير من المفاهيم البيداغوجية المستعملة من صلة أو تداخل، ظهر الانشغال بمحاولة إبراز العلاقة بين مفهوم الديداكتيك ومفهوم المنهاج، وارتباط كل منهما بالآخر. ونتيجة لذلك، صرنا نجد في الإنتاجات التربوية المعاصرة، إشارات إلى تلازم المفهومين، لحد اعتبر معه المنهاج الدراسي أحيانا مجالا يغطي الاهتمامات المشكِّلة لموضوع الديداكتيك. وانطلاقا من هذه العلاقة، نتساءل عن معنى مفهوم المنهاج الدراسي، وعن أسسه ومكوناته.

1. مفهوم المنهاج الدراسي Curriculum:
تعود لفظة منهاج إلى أصل إغريقي، وتعني سباق الخيل أو النهج أو الطريقة التي يسلكها الفرد. وقد وظف اليونان المنهاج في التربية، وكان مرتبطا بالفنون السبعة: النحو، البلاغة، المنطق، الحساب، الهندسة، الفلك والموسيقى. وقد عرِّف المنهاج من زوايا مختلفة، وسنقتصر على تعريف طارق محمد، الوارد في معجم علوم التربية، مع تصرف طفيف: " يعبر المصطلح منهاج في استعماله الفرنسي، عن النوايا أو عن الإجراءات المحددة سلفا، لأجل تهييء أعمال بيداغوجية مستقبلية. فهو إذن خطة عمل، تتضمن الغايات والمرامي والأهداف المقصودة، والمضامين والأنشطة التعليمية، وكذا الأدوات الديداكتيكية، من طرائق التعليم وأساليب التقويم. وعلى عكس الأدبيات التربوية الفرنسية، تميل الأدبيات الإنجليزية إلى تعريف مفهوم المنهاج، كفعل وواقع، يمارس من طرف المدرس وتلامذته في القسم ".
ونظرا لتداخل بعض المصطلحات القريبة من مفهوم المنهاج، نقف عند بعضها لمحاولة إبراز ما يمكن تسجيله من فرق بينها وبينه.

ــ مصطلح المنهج La méthode : هو مجموع المراحل أو الخطوات التي يتبعها الباحث في دراسة موضوع ما أو ظاهرة كيف ما كان حقل انتمائها. وفي هذا الإطار، تتعدد المناهج بحسب موضوع الظاهرة المدروسة، فنجد مثلا المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي...إلخ.
ــ مصطلح منهجية التدريس Méthodologie d’enseignement : هي عبارة عن إجراءات تنظيمية دقيقة لمحتوى المادة أو الخبرة المراد تبليغهما للمتعلمين خلال الدرس. وتتبع في مثل هذا التنظيم أسس، ترتبط من جهة، بطبيعة المادة التعليمية وخصوصيتها، ومن جهة أخرى، بالتصور العام الذي تنجز في إطاره عملية التدريس(ديداكتيكية المواد أو الديداكتيك الخاص).
ـ مصطلح البرنامج(المقرر) Le programme : يرتبط البرنامج بالمحتوى المراد تبليغه للمتعلمين، وهو أحد مكونات المنهاج الدراسي. يتكون عادة من موضوعات مادة تعليمية معينة التي يتعين تدريسها خلال فترة زمنية، تحدد في الغالب في سنة دراسية بكاملها.

2. أسس المنهاج الدراسي :
يعتبر المنهاج الدراسي جزء لا يتجزأ من المشروع التربوي العام الذي تظل فلسفة التربية توجهه بشكل دائم، داخل المجتمع، إلى جانب المساهمات الفعالة لباقي علوم التربية، لأجرأة هذا المشروع. ومن ثمة، فإن هناك أسسا محددة، تؤطر المنهاج، فيستنبط منها تصوراته ومكوناته. تتلخص هذه الأسس في الجدول التالي :

- أسس فـلسـفية: هي مجموعة من القناعات والتصورات العامة التي تسير وفقها العملية التعليمية، وكذا المواقف المحددة من المتعلمين، ومما ينبغي أن يتعلمون أكثر من غيره. ورغم اختلاف وتباين توجهات نماذج من الفلسفات، فهي تلتقي كلها في توجيه المنهاج الدراسي نحو تحديد الغايات والأطر العامة التي يجب أن ينطلق منها كل مكون من مكوناتها.

- أسس اجتماعية اقتصادية: هي مجموعة من الخصائص الحضارية والمقومات الاقتصادية للمجتمع، عبر صيرورته التاريخية المتجدرة في تاريخه السياسي والاقتصادي وتراثه الثقافي وقيمه الدينية والأخلاقية، وتفاعله مع الحضارات المعاصرة له. فالمحتويات الدراسية والخبرات المراد تبليغها هي خبرات المجتمع، تعبر بدقة عن واقعه، وكذا عن طموحاته.

- أسس سيكولوجية تربوية: هي مجموع المعطيات المتصلة بالخصائص السيكولوجية للمتعلم :
ـ كطبيعة المرحلة العمرية للمتعلم وحاجاته المختلفة.
ـ والأساليب والتقنيات التي تساعد المتعلم على التعلم بدافعية وفعالية.
ـ وتنظيم الخبرات التعليمية وفق مستواه العمري والعقلي.
ـ وأساليب قياس درجة التعلم، تضمن لديه قدرا من الموضوعية والصدق والثبات.

- أسس معرفية علمية: تتصل بما وصلت إليه الإنسانية من تطور في حقول معرفية متنوعة، يستفيد منها المنهاج الدراسي، على بلورة خبرات ومحتويات تعليمية، تقدم للمتعلمين وفق برنامج محدد من جهة، ومن جهة أخرى، يستعين بها في النظر إلى العملية التعليمية التعلمية، بكيفية تجبر هذه الأخيرة على أن تخضع إلى حقائق معرفية علمية صارمة.


3. مكونات المنهاج الدراسي :
إذا كان المنهاج الدراسي بالتعريف، نسق أو كلية من العناصر أو المكونات والوظائف المترابطة فيما بينها بعلاقات وعمليات التي تقود، بفعل صيرورتها الداخلية، إلى تحقيق غاية ما، أمكن تحديد مكوناته في الأهداف والمحتويات والطرق والوسائل والتقويم والدعم، إلى جانب المدرس والمتعلم والعلاقة بينهما، في إطار مؤسسة تعليمية معينة. وتتشكل هذه المكونات من الأفعال التي يقوم بها كل من المدرس والمتعلم، في علاقة مع المادة الدراسية وغيرها، انطلاقا من مظهر بنائي، يحدد شبكة العلاقات بين المكونات ومواقعها، وانطلاقا من مظهر وظيفي، المحدد بالعمليات والمهام التي تقوم بها المكونات المذكورة، دون أن ننسى العلاقة التي تربطه جدلا بالوسط الاجتماعي.

فالنسق التربوي يستمد غاياته وتوجهاته من المحيط الاجتماعي، ببنياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تشكل السياسة التربوية لذلك النسق، ثم يؤثر ويوجه المنهاج الدراسي في أهدافه ومضامينه ووسائل إنجازه وتقويمه ودعمه. ويؤثر المنهاج الدراسي بدوره، من خلال تلك الطاقة البشرية التي يكونها معرفيا ومهاريا ووجدانيا ومنهجيا، في الوسط التربوي من جهة، والمحيط الاجتماعي من جهة ثانية.